کد مطلب:109862 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:132
مبعث الرسل بَعَثَ اللهُ رُسُلَهُ بِمَا خَصَّهُمْ بِهِ مِنْ وَحْیِهِ، وَجَعَلَهُمْ حُجَّةً لَهُ عَلَی خَلْقِهِ، لِئَلاَّ تَجِبَ الْحُجَّةُ لَهُمْ بِتَرْكِ الْإِعْذَارِ إِلَیْهِمْ، فَدَعَاهُمْ بِلِسَانِ الصِّدْقِ إِلَی سَبِیلِ الْحَقِّ. أَلاَ إِنَّ اللهَ قَدْ كَشَفَ الْخَلْقَ كَشْفَةً، لاَ أَنَّهُ جَهِلَ مَا أَخْفَوْهُ مِنْ مَصُونَ أَسْرَارِهِمْ وَمَكْنُونِ ضَماَئِرِهمْ، وَلكِنْ لِیَبْلُوَهُمْ (أَیُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)، فَیَكُونَ الثَّوَابُ جَزَاءً، وَالْعِقَابُ بَوَاءً. فضل أهل البیت(علیهم السلام) أَیْنَ الَّذِینَ زَعَمُوا أَنَّهُمُ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ دُونَنَا، كَذِباً وَبَغْیاً عَلَیْنَا، أَنْ رَفَعَنَا اللهُ وَوَضَعَهُمْ، وَأَعْطَانَا وَحَرَمَهُمْ، وَأَدْخَلَنَا وَأَخْرَجَهُمْ. بِنَا یُسْتَعْطَی الْهُدَی، وَبِنَا یُسْتَجْلَی الْعَمَی. إِنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ قُرَیشٍ غُرِسُوا فِی هذَا الْبَطْنِ مِنْ هَاشِمٍ، لاَ تَصْلُحُ عَلَی سِوَاهُمْ، وَلاَ تَصْلُحُ الْوُلاَةُ مِنْ غَیْرِهمْ. أهل الضلال منها: آثَرُوا عَاجِلاً، وَأَخَّرُوا آجِلاً، وَتَرَكُوا صَافِیاً، وَشَرِبُوا آجِناً، كَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَی فَاسِقِهِمْ وَقَدْ صَحِبَ الْمُنكَرَ فَأَلِفَهُ، وَبَسِیءَ بِهِ وَوَافَقَهُ، حَتَّی شَابَتْ عَلَیْهِ مَفَارِقُهُ، وَصُبِغَتْ بِهِ خَلاَئِقُهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ مُزْبِداً كَالتَّیَّارِ لاَ یُبَالِی مَا غَرَّقَ، أَوْ كَوَقْعِ النَّارِ فی الْهَشیمِ لاَ یَحْفِلُ مَا حَرَّقَ! أَیْنَ الْعُقُولُ الْمُسْتَصْبِحَةُ بِمَصَابِیحِ الْهُدَی، وَالْأَبْصَارُ اللاَّمِحَةُ إِلَی مَنَارِ التَّقْوَی! أَیْنَ الْقُلُوبُ الَّتِی وُهِبَتْ لِلَّهِِ، وَعُوقِدَتْ عَلَی طَاعَةِ اللهِ! ازْدَحَمُوا عَلَی الْحُطَامِ (7)، وَتَشَاحُّوا عَلَی الْحَرَامِ، وَرُفِعَ لَهُمْ عَلَمُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَصَرَفُوا عَنِ الْجَنَّةِ وُجُوهَهُمْ، وَأَقْبَلُوا إِلَی النَّارِ بِأَعْمَالِهِمْ، دَعَاهُمْ رَبُّهُمْ فَنَفَرُوا وَوَلَّوْا، وَدَعَاهُمُ الشَّیْطَانُ فَاسْتَجَابُوا وَأَقْبَلُوا!
ومن خطبة له علیه السلام